3 قبور لشخص واحد
2 مشترك
3 قبور لشخص واحد
كادت مراسيم تشييع جنازة بقرية ’’بني بورمان’’ التابعة لدائرة بوعنداس شمالي ولاية سطيف، الأسبوع الماضي، تتحوّل إلى فتنة حقيقة، لولا تدخل بعض العقلاء الذين منعوا الكارثة، بسبب خلاف أهل القرية حول كيفية إجراء مراسيم الدفن، نظرا للخلاف حول اعتناقه المسيحية، مما استدعى تدخل مديرية الشؤون الدينية. ولم يمنع ذلك من توجيه القضية إلى أروقة العدالة. ’’الخبر’’ تنقلت إلى مسرح الأحداث بقرية بني بورمان، المعروفة بتمسكها الشديد بالتقاليد والقيم الإسلامية، لكن ما وقع بتاريخ 16 من الشهر الجاري جاء ليهدد استقرار المنطقة. ونعني بالتحديد خطر التبشير ونشر المسيحية. وفور وصولنا إلى بوعنداس كان في استقبالنا شقيق المتوفى المدعو نصر الدين، وقمنا بزيارة قبره بمقبرة القرية، كما زرنا القبور الثلاثة التي تم تجهيزها لدفنه قبل حدوث النزاع. انتقلنا بعد ذلك إلى البيت والتقينا والدته وشقيقه الصغير، اللذين سردا علينا تفاصيل الحادثة. فـ ’’بتاريخ 15 من الشهر الجاري تلقينا نبأ وفاة أخي الكبير إثر تعرضه لحادث مرور بولاية بجاية، وهو في طريق العودة إلى البيت. ومباشرة بدأنا بالتحضير لمراسم الدفن من كتابة الإعلانات وتحديد تاريخ وتوقيت الدفن، وقمنا بمشاورة إمام القرية في كيفية الدفن، وخاصة ما يتعلق منها بتوجهه الجديد والمتعلق بالمسيحية؛ لأن أخي وتحديدا قبل 18 شهرا من الآن أفصح بشكل علني بأنه تبنى المسيحية كدين جديد. وفترة تحوله أساسا جاءت بعد تنقله واستقراره بولاية بجاية التي يمتلك فيها شركة مقاولات، لكننا ’’ لا نعرف حقيقة ما إذا كان يمارس الطقوس المسيحية من صلاة بالكنائس وغيرها، فسلوكياته لا تبين انه تدين بالمسيحية، والدليل على ذلك عدة أمور من بينها أنه اشترى قبل ثلاثة أشهر سيارة بيجو 306 من شخص حاج لبيت الله ولم يقم بتحويل الوثائق إلى اسمه، ولما سألته عن السبب قال لي إن هذا الشخص موثوق فيه فهو زار بيت الله ولا يمكن له أن يخدعني، وأكثر من ذلك أنه قبل شهور قليلة من الآن شرع سكان القرية في بناء صومعة للمسجد فتكفل هو بذلك.. وخلال تواجدنا بجانب البيت القديم للعائلة مكان حفر القبر الأول، التقينا بأحد أصدقاء المتوفى، ويدعى خلاف، الذي أخبرنا بأنه ’’كان إنسانا متدينا وخلوقا، لكنه في الآونة الأخيرة يعاني من بعض المشاكل، وخاصة المادية التي أثرت عليه وعلى سلوكياته’’. أما والدته فقالت بحسرة وألم ’’ابني طيب، وما تعرض له من إساءة في جنازته سيبقى عارا على من ظلموه، فحتى لو كان مسيحيا فهو إنسان له الحق في الاحترام، ثم من يملك الدليل على انه مسيحي؟’’ لتضيف ’’ قبل عشرة أيام من وفاته فقط قال لي بالحرف الواحد يا أمي إنشاء الله سأسجلك لتذهبي إلى الحج وربما سنذهب معا’’. كل هذه الأمور تثير الحيرة والتساؤل حول ما إذا كان المتوفى فعلا مسيحيا أم لا. التساؤل كاد يتسبب في فتنة حقيقة يوم الدفن؛ فحسب شقيق المتوفى فإنهم في البداية قرروا دفنه على انفراد بجانب البيت القديم للعائلة تنفيذا لوصية تركها منذ صباه، لكن الإمام، وبعد أن اتصل بمفتي مديرية الشؤون الدينية لولاية سطيف الأستاذ عبد الحميد شلغام، الذي أخبرهم حسب أخ الميت على لسان إمام القرية ’’ب. سفيان ’’ أنه يجب دفن الميت بشكل عادي في مقبرة القرية، خصوصا أن الميت تم غسله وتكفينه بمستشفى بجاية. وتأتي هذه الفتوى خوفا من تحول قبره قبلة للمسيحيين من كل مناطق الوطن، ومن ذلك يكون سببا لدخول القرية ونشر أفكارهم والتبشير. والدليل على ذلك هو تواجد العديد من هؤلاء يوم الجنازة بالقرية. وقد وصلت بهم الجرأة إلى حد المطالبة بتشييع الميت وفقا للتقاليد المسيحية. غير أن سكان القرية رفضوا كما تم طردهم من المنطقة. كما تم ردم القبر الأول الذي تم تجهيزه وبناؤه بناء على طلب الإمام، وتم اختيار مكان بالمقبرة وتم تحديد موعد الدفن بعد صلاة الظهر، لكن بمجرد انطلاق عملية الحفر تحولت القضية إلى مشكلة حقيقة بعد تدخل احد سكان القرية وطلب من أخ الميت عدم الحفر. وحسب نص الشكوى المقدمة من طرف عائلة الميت إلى وكيل الجمهورية لدائرة بوقاعة، وتحصّلت ’’الخبر’’ على نسخة منها، بتهمة التحريض والتهديد بالاعتداء والسب والشتم، فإن هذا المعترض خاطب أخ الميت بقوله ’’احملوا كلبكم ولا تدفنوه هنا’’. وهي العبارة التي كادت تتسبب في كارثة لولا تدخل بعض العقلاء. وهكذا وبعد تجهيز القبر الثاني وحضور جمع غفير من الناس لحضور الجنازة، رغم تهديد البعض لهم، بل أكثر من ذلك، يضيف شقيق المتوفى، فقد ’’تم تهديد إمام القرية في حالة الصلاة عليه بالطرد من القرية وغلق المسجد... وإلى اليوم لا ينام الإمام وحده في البيت خوفا على نفسه’’. وقد حاولنا الاتصال بالإمام، غير أننا لم نجده في القرية، وتحدثنا مع رئيس الجمعية الدينية للمسجد الذي أكد أن الإمام اتصل بمديرية الشؤون الدينية. وقد أمروه بدفن المتوفى وفقا للشريعة الإسلامية خوفا من حدوث انزلاقات خطيرة وتحول القرية إلى قبلة للمسيحيين مستقبلا. وهكذا وبعد تعرض الإمام إلى التهديد، طلب منهم تأجيل عملية الدفن ليوم آخر، لكن توتر الأجواء ينذر بكارثة حقيقة. لذلك جهزت مجموعة من الشبان قبرا ثالثا في وسط المقبرة بالقوة وفي الساعة الثالثة والنصف حملوا النعش واتجهوا به مهرولين إلى القبر، وفي لمح البصر تم دفنه دون الصلاة عليه أو الدعاء له’’. ويضيف شقيق المتوفى ’’نحن لم نستطع حتى اللحاق بهم، وقد تعرض أخي إلى إساءة أثناء الدفن بحيث وضع في القبر وتعرض رأسه إلى ضربة شديدة على الحافة فهو لم يحترم حتى كإنسان!’’ وبعد ذلك قام ستة أشخاص بالصلاة عليه صلاة الغائب لوحدهم في المسجد، فـ’’من يملك سلطة الفتوى في مثل هذه الأمور، الشؤون الدينية أم العامة من الناس؟ وما دامت مديرية الشؤون الدينية أمرت بدفن أخي وفقا للشريعة الإسلامية، فلماذا لم تطبق فتواها، وتم تهديد الإمام من طرف أشخاص تاريخهم أسود. علما أن أحدهم قال للإمام بشكل صريح إذا كان مذهبك يقول بأنه يدفن في مقبرة القرية، فإن مذهبي يقول عكس ذلك. لذلك فقد رفعت دعوى قضائية لأعرف من وراء تهديد الإمام بعدم الصلاة على الموفى وأنا أعرفهم لكن العدالة وحدها من يفصل في القضية ردا للاعتبار أولا لأخي الميت الذي حرم من حق الصلاة والدعاء، وثانيا للعائلة التي تضررت معنويا بشكل كبير؛ فنحن عائلة معروفة بتدينها فوالدي حاج وأخي الثاني أيضا حاج وأخي الميت من علمنا الصلاة.’’ ويؤكد صديق الميت بوعلام، أن السبب في كونه أصبح يصلي ’’هو هذا الذي يقولون عنه مسيحي. وأنا أعرف أكثر من شخص كان السبب في تمسكهم بالصلاة.’’ كما التقينا بالابن الكبير سمير والذي تكلم معنا بكلمة واحدة فقط، وهي ’’ أبي كان مسلما، أبي كان مسلما’’.. هذا وقد أصرت العائلة على متابعة القضية ورد الاعتبار للعائلة التي تضررت بشكل كبير.
المصدر -->>بودهان ياسين / الخبر
المصدر -->>بودهان ياسين / الخبر
رد: 3 قبور لشخص واحد
لله في خلقه شؤون
وهو أدرى بقلوب عباده
ويعلم المؤمن من الكافر
وهو أدرى بقلوب عباده
ويعلم المؤمن من الكافر
عبد الله19- مبرمج المنتدى
- عدد الرسائل : 831
العمر : 60
المستوى : أستاذ فيزياء ومبرمج
تاريخ التسجيل : 16/01/2008
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى