التواضع صفه العظماء
+2
NOR
محمود
6 مشترك
التواضع صفه العظماء
السلام عليكم
يقول (ص) : "من تواضع لله رفعه"
ورغم ذلك نجد من يعتقد أن بتكبره وتشدقه بمنجزاته و أعماله سيزيده عظمة
لكن في الحقيقة ،،فذلك يزيد من وضاعته ،، ..
مهما قدم الإنسان من عمل فهو بتوفيق من الله وتسهيل منه
ويدعو الله أن يقبل منه عمله وأن يجزيه به خير الجزاء،،
ويفيد به غيره بكل تواضع ،،،
ليس هناك إنسان كامل ولا معصوم ،، لذلك توجب حمد الله وشكره على التوفيق
والإنسان المتواضع خدوم لغيره بلا فخر ولا تشدق،،، يقدم أكثر مما يأخذ
لا يمل من مساعدة الآخرين ويسارع لفعل الخير قبل غيره...
وتبقى الأفعال دائما أفضل من الأقوال ///
يقول (ص) : "من تواضع لله رفعه"
ورغم ذلك نجد من يعتقد أن بتكبره وتشدقه بمنجزاته و أعماله سيزيده عظمة
لكن في الحقيقة ،،فذلك يزيد من وضاعته ،، ..
مهما قدم الإنسان من عمل فهو بتوفيق من الله وتسهيل منه
ويدعو الله أن يقبل منه عمله وأن يجزيه به خير الجزاء،،
ويفيد به غيره بكل تواضع ،،،
ليس هناك إنسان كامل ولا معصوم ،، لذلك توجب حمد الله وشكره على التوفيق
والإنسان المتواضع خدوم لغيره بلا فخر ولا تشدق،،، يقدم أكثر مما يأخذ
لا يمل من مساعدة الآخرين ويسارع لفعل الخير قبل غيره...
وتبقى الأفعال دائما أفضل من الأقوال ///
رد: التواضع صفه العظماء
التواضع سبب الرفعة في الدنيا والآخرة -
التواضعُ سبَب العدلِ والأُلفة والمحبّة في المجتمع
تواضع تكن كالنجم لاح لناظر **** على صفحات الماء وهو رفيع
ولا تك كالدخان يعلو بنفسـه **** إلى طبقات الجو وهو وضيـع
التواضعُ سبَب العدلِ والأُلفة والمحبّة في المجتمع
تواضع تكن كالنجم لاح لناظر **** على صفحات الماء وهو رفيع
ولا تك كالدخان يعلو بنفسـه **** إلى طبقات الجو وهو وضيـع
NOR- روح المنتدى
- عدد الرسائل : 821
العمر : 46
المستوى : استاذة لغة انجليزية
تاريخ التسجيل : 12/01/2008
رد: التواضع صفه العظماء
شكرا لك الأستاذة نور
والله أبيات معبرة وبليغة جدا
ربي يجازيك بالحسنى إن شاء الله ( ودمنا جميعا مثالا للتواضع)
والله أبيات معبرة وبليغة جدا
تواضع تكن كالنجم لاح لناظر **** على صفحات الماء وهو رفيع
ولا تك كــالدخان يعلو بنفسـه **** إلى طبقات الجو وهو وضــيـع
ربي يجازيك بالحسنى إن شاء الله ( ودمنا جميعا مثالا للتواضع)
رد: التواضع صفه العظماء
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
شكرا لك أخي محمود على إثارة هذه النقطة وبدوري أريد أن ألفت إنتباهي أولا وإنتباه زملائنا
أنه من تواضع لله رفعه
وكل واحد منا إذا أقدم على فعل الخير فلاينتظر الجزاء إلا من الله
فماكان لله دام وما كان لغير الله زال
فلا نترك الغرور يملأ قلوبنا حتى نقع فيما لايحمد عقباه
فكم من منتدى زال في رمشة عين نتيجة غرور أصحابه أو مشرفيه أو أعظائه
وخروجهم عن المسار أو الهدف الذي أنجز من أجله
ولذا وجب على كل واحد منا أن يطرح على نفسه جملة التساؤلات
1- من أكون : سوى عبد ضعيف لا حول ولا قوة لي إلا بالله
2- ماهو الهدف الذي أسعى من ورائه من خلال المنتدى: تقديم يد المساعدة الى كل من يحتاجها كما قدمت لنا نحن
إن الله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه
3- مالذي يجبرني على سوء الظن بالآخرين أو أحقد عليهم : الغيرة و الحسد(والحسد تمني زوال النعمة على الغير)
4- لماذا لاأعمل مثل الآخرين وتقديم يد المساعة :لأنني لا أعرف ولذا يجب أن أتتبع أخطاء غيري و عوراتهم--فكلك عورات وللناس أعين---
5- هل كل من خرج من بطن أمه عالم وفاهم لكل أمور الدنيا :كلا والله لن تنال الدنيا بالتمني
6-
7-
والبقية أتركها لكم
دون أن ننسى ماهو الهدف الذي نسعى من خلاله في هذه الدنيا
سوى إرضاء الله لأن إرضاء الناس غاية لاتتدرك
وعذرا على هذه الإطالة
حتى يصل كل واحد منا الى طرح هذا السؤال المهم والمهم فعلا
------من أنا--من أكون
وسوف يجد كل واحد منا الإجابة بداخله في قلبه كما قال المصطفى محمد صللى الله عليه وسلم
*-* ألا في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وهي القلب*-*
صفو قلوبكم الله يهديكم تصفى دنيتكم وتعيشو سعداء إذا رضيتم بالقضاء و القدر
ودمتم أوفياء للمنتدى فلا تحطموا هذه التحفة التربوية من فضلكم ألا وهي منتديات محمود لعلوم الطبيعة و الحياة
وشكرا
شكرا لك أخي محمود على إثارة هذه النقطة وبدوري أريد أن ألفت إنتباهي أولا وإنتباه زملائنا
أنه من تواضع لله رفعه
وكل واحد منا إذا أقدم على فعل الخير فلاينتظر الجزاء إلا من الله
فماكان لله دام وما كان لغير الله زال
فلا نترك الغرور يملأ قلوبنا حتى نقع فيما لايحمد عقباه
فكم من منتدى زال في رمشة عين نتيجة غرور أصحابه أو مشرفيه أو أعظائه
وخروجهم عن المسار أو الهدف الذي أنجز من أجله
ولذا وجب على كل واحد منا أن يطرح على نفسه جملة التساؤلات
1- من أكون : سوى عبد ضعيف لا حول ولا قوة لي إلا بالله
2- ماهو الهدف الذي أسعى من ورائه من خلال المنتدى: تقديم يد المساعدة الى كل من يحتاجها كما قدمت لنا نحن
إن الله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه
3- مالذي يجبرني على سوء الظن بالآخرين أو أحقد عليهم : الغيرة و الحسد(والحسد تمني زوال النعمة على الغير)
4- لماذا لاأعمل مثل الآخرين وتقديم يد المساعة :لأنني لا أعرف ولذا يجب أن أتتبع أخطاء غيري و عوراتهم--فكلك عورات وللناس أعين---
5- هل كل من خرج من بطن أمه عالم وفاهم لكل أمور الدنيا :كلا والله لن تنال الدنيا بالتمني
6-
7-
والبقية أتركها لكم
دون أن ننسى ماهو الهدف الذي نسعى من خلاله في هذه الدنيا
سوى إرضاء الله لأن إرضاء الناس غاية لاتتدرك
وعذرا على هذه الإطالة
حتى يصل كل واحد منا الى طرح هذا السؤال المهم والمهم فعلا
------من أنا--من أكون
وسوف يجد كل واحد منا الإجابة بداخله في قلبه كما قال المصطفى محمد صللى الله عليه وسلم
*-* ألا في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وهي القلب*-*
صفو قلوبكم الله يهديكم تصفى دنيتكم وتعيشو سعداء إذا رضيتم بالقضاء و القدر
ودمتم أوفياء للمنتدى فلا تحطموا هذه التحفة التربوية من فضلكم ألا وهي منتديات محمود لعلوم الطبيعة و الحياة
وشكرا
kama_1166- حكيم المنتدى
- عدد الرسائل : 211
العمر : 58
المستوى : أستاذ.ت.ث
تاريخ التسجيل : 13/01/2008
رد: التواضع صفه العظماء
نحمد الله دائما على نعمة البصر والعقل والصبر
أخي كمال هذه ليست إطالة (( والله تمنيت ألا أتوقف عن القراءة))
لكنك تسرعت في الختام ،، كلام مشوق ودقيق وينطبق مع ما علمنا
به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وينطبق مع العقل السليم والناضج
فليتك أطلت فليتك أطلت فنحن في في حاجة مستمرة إلى مثل هذه الكلمات الراقية
التي تعيد التوازن والطمأنينة إلى النفس البشرية
حفظك الله وحفظ كل غيور على دينه وأمته وعلى نشر العلم وبكل تواضع
أخي كمال هذه ليست إطالة (( والله تمنيت ألا أتوقف عن القراءة))
لكنك تسرعت في الختام ،، كلام مشوق ودقيق وينطبق مع ما علمنا
به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وينطبق مع العقل السليم والناضج
فليتك أطلت فليتك أطلت فنحن في في حاجة مستمرة إلى مثل هذه الكلمات الراقية
التي تعيد التوازن والطمأنينة إلى النفس البشرية
حفظك الله وحفظ كل غيور على دينه وأمته وعلى نشر العلم وبكل تواضع
رد: التواضع صفه العظماء
قال الشاعر
ملأى السنابــــــل تنحني في خشوع ******** والفارغات رؤوسهن شوامــــــــخ
وقال آخر
قل لمن يدعي في العلم فلسفة ******** حفظت شيئا وغابت عنك أشياء
-------------
وهذا هو المقياس ، وكلها حكم
كم كان الشاعر بليغا وعظيما
ملأى السنابــــــل تنحني في خشوع ******** والفارغات رؤوسهن شوامــــــــخ
وقال آخر
قل لمن يدعي في العلم فلسفة ******** حفظت شيئا وغابت عنك أشياء
-------------
وهذا هو المقياس ، وكلها حكم
كم كان الشاعر بليغا وعظيما
عبد الله19- مبرمج المنتدى
- عدد الرسائل : 831
العمر : 60
المستوى : أستاذ فيزياء ومبرمج
تاريخ التسجيل : 16/01/2008
رد: التواضع صفه العظماء
بارك الله فيك أخي عبد الله على الأبيات الإضافية
ملأى السنابــــــل تنحني في خشوع ***** والفارغات رؤوسهن شوامــــــــخ
ملأى السنابــــــل تنحني في خشوع ***** والفارغات رؤوسهن شوامــــــــخ
* الكبر.. مانع من الجنة *
* الكبر.. مانع من الجنة *
لا تمش في الأرض مرحا
الكبر تقدير زائف للذات، مصحوب باحتقار الناس والترفع عليهم، والأشياء التي يكون بها الكبر كثيرة، غير أنها ليست السبب في تكبر أصحابها، فهي من نعم الله، تكون في أيدي البعض سببا للكبر، وفي أيدي آخرين مدعاة للتواضع.
وتظهر سمات الكبر في سلوكيات مرضاه؛ إذ يحاول المتكبر أن يتعالى بكلامه وحركاته وسكناته؛ ليضع نفسه في مكانة أعلى من الآخرين.
وقد يحاول المتكبر أن يخفي تلك الصفة الذميمة إذا انكشف بعض حاله، ولكنه لا يستطع تماما؛ فإذا بصفاته تنكشف شيئا فشيئا في زلفات اللسان ومختلف المواقف.
وقسم العلماء الكبر إلى باطن وظاهر. فالباطن: خلق في النفس، والظاهر: أعمال تصدر عن الجوارح، والأصل هو الخلق الذي في النفس، وهو الرضا إلى رؤية النفس فوق المتكبر عليه؛ وبه ينفصل الكبر عن العجب؛ فإن العجب لا يستدعي غير المعجب.
ويؤدي الكبر إلى كثير من الانحرافات مثل: رفض الحق، وازدراء الآخرين، وسوء الظن بهم، والكذب في مدح النفس، وذكرها بما فيها وما ليس فيها، وسرعة الغضب والانتقام، وحب السيطرة، والافتخار، والرياء، والمن، ورد النصيحة، كما يخفي الكبر حيلا دفاعية؛ كإسقاط الأخطاء على الآخرين، وتبرير التصرفات وتصويبها على كل حال.
ذروة الكبر
ما من خلق ذميم إلا وصاحب الكبر مضطر إليه ليحفظ عزه، وما من خلق حميد إلا ويتنازل عنه ليحفظ كبره، فلا يترك له هذا الكبر خلقا من أخلاق أهل الجنة إلا جرده، ولا غرابة أن يخبرنا -صلى الله عليه وسلم- بأنه لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر.
إن شر أنواع الكبر ما يمنع استفادة العلم، وقبول الحق، والانقياد له. فقد تحصل المعرفة للمتكبر؛ ولكن لا تطاوعه نفسه على الانقياد للحق. قال الله تعالى: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً} (النمل: 14).
ومن أنواع الكبر الدعاوى والمفاخر وتزكية النفس والتباهي بالنسب؛ فيحتقر من له نسب شريف من ليس له ذلك النسب؛ وإن كان أرفع منه عملاً. قال ابن عباس رضي الله عنهما: "يقول الرجل للرجل: أنا أكرم منك وليس أحد أكرم من أحد إلا بالتقوى".
ومن السوء التكبر بالمال والولد: {أنا أكثر منك مالاً وولداً}، {أنّى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال}، والتكبر بالجمال والقوة وكثرة الأتباع ونحو ذلك: {ليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي} {وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي}. فكل ما يمكن أن يعتقد كمالاً -وإن لم يكن كمالاً في نفسه- أمكن أن يتكبر به؛ حتى إن الفاسق ليفتخر بكثرة شربه للخمر - مثلا- لظنه أن ذلك كمالاً.
رؤية الإسلام
قال الله تعالى: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ} (الأعراف: 146)، وقال سبحانه: {كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ} (غافر: 35)، وقال: {إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ} (النحل: 23).
وقال صلى الله عليه وسلم: "لا يدخل الجنة من كان في قلبه حبة خردل من كبر" (أخرجه مسلم). وقال أيضا: "يقول الله تعالى: "الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني فيهما ألقيته في جهنم ولا أبالي" (أخرجه مسلم عن أبي هريرة). وقال صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبركم بأهل الجنة كل ضعيف متضاعف لو أقسم على الله لأبره ألا أخبركم بأهل النار كل عتل جواظ مستكبر" (رواه البخاري).
وذكر سفيان بن عيينة: "من كانت معصيته في شهوة فارجوا له التوبة فإن آدم _عليه السلام_ عصى مشتهيا فغفر له، ومن كانت معصيته في كبر فاخشوا عليه اللعنة، فإن إبليس عصى مستكبرا فلعن".
ويستعذب العبد المؤمن طاعة الله، وترتاح لعبادته نفسه؛ إذا علم نفسه الخضوع والذل لله تعالى. قال عز وجل في كتابه: {إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إذا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ}، ووصف الصالحين من عباده، فقال: {فَإِنْ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لا يَسْأَمُونَ". وقال: {إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُون}.
الرسول القدوة
قال تعالى عن أهمية خلق التواضع في بناء شخصية المؤمن: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً} (الفرقان: 63) وأمر رسوله بأن يكون قدوة لهم، وراحما بهم: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ} (الحجر: 88).
وقد امتثل رسول الله لهذا الأمر القرآني، وجعل من التواضع رداءً لم يخلعه عنه حتى في ذروة تملك المسلمين لزمام الجزيرة العربية، فقد كان مثالا يحتذى به في التواضع. وقد وصفته أقرب الناس إليه السيدة عائشة رضي الله عنها بأنه كان يتخلق بالقرآن.
فها هو الحبيب يخبرنا عن نفسه: "لا آكل متكئا"، وكانت مشيته كأنما ينحدر من صبب، وكان يجلس حيث انتهى به المجلس، ويخاطب أتباعه: "لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا: عبدا لله ورسوله".
ولما أراد أحدهم أن يحدثه أخذته هيبة فارتعد، فقال له صلى الله عليه وسلم: "هون عليك إنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القديد بمكة".
وسار على نهجه الصحابة رضوان الله عليهم، عندما رأوا بأم عينهم أعظم الرجال يتواضع ولا يتعالى على عباد الله بما أتاه الله؛ فودع الصديق جيش أسامة رضي الله عنهما، ويسير أبو بكر على قدميه؛ بينما يركب أسامة فرسه. فيقول أسامة لتركب أو لأنزل. فيقول الصديق: "ما لي لا أغبر قدمي ساعة في سبيل الله".
لماذا يتكبر الإنسان؟
قد يكون الكبر ناتجاً عن شعور بالنقص أو شعور بالكمال، فهو في كلتا الحالتين ناتج عن إدراك خادع للذات، فإذا توافرت في يد الشخص الأدوات التي يعبر بها عن هذا الشعور الخادع ظهر الكبر في سلوكه.
والإنسان محب لنفسه بالأصالة ساع إلى تجميل ذاته وتزينها. وتكمن مشكلة المتكبر في أنه يرى نفسه شيء كبير للغاية، وقد يعلم عن نفسه النقص في جانب من الجوانب لكنه يعتز بذلك النقص إعزازا ينسيه مساوئه.
والمتكبر مصطلح مع نفسه في مواطن الفخار، ولكنه متصارع مع نفسه ومختل في توازنه، لذلك فأكثر المتكبرين سريعو الغضب لأنفسهم، لا يطيقون المكوث في مكان لا يعبرون عن أنفسهم فيه، كما أن كثيرا من المتكبرين على علاقة سيئة بالمحيطين بهم.
ولا شك أن التمييز بين الشعور الباطن والتصرفات الظاهرة سيوجهنا عند المعالجة حتى نعرف ماذا نعالج؟ فالذي يعالج هو ذلك الشعور الناشئ عن أفكار واعتقادات خاطئة، فإذا تعدلت الأفكار تغيرت طريقة التصرف تبعاً لها.
سبل العلاج
ويبدأ علاج الكبر أولا بالوعي بهذا الخلق، وضرورة تعديله، وقدم القرآن العلاج لهذا المرض الخبيث: {إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ} (غافر: 56). فإذا تغيرت نظرته للمرض، وأصبحت موازينه في الحكم عليه هي موازين الإسلام، اجتهد للتخلص منه بخطوات العلاج العملي والعملي.
فالعلاج العلمي هو الاستفادة من القرآن والسنة، وأن يعدل أفكاره عن نفسه، ليكون نظرة صحيحة عن الذات: "الضعيف الفقير الذليل الذي ما يلبث عمره أن ينتهي في أية لحظة وما يلبث أن يمرض بأصغر وأقل فيروس أو بكتيريا، وما يلبث أن ينقطع جهده بأقل مجهود أو عمل". يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إلى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} (فاطر:15).
ونصح الغزالي المريض بالكبر: "أن يعنف نفسه، ويعرف ربه تعالى، ويكفيه ذلك في إزالة الكبر؛ فإنه مهما عرف نفسه حق المعرفة، علم أنه أذل من كل ذليل، وأقل من كل قليل، وأنه لا يليق به إلا التواضع".
وفشلت جميع الأدوية البعيدة عن الإيمان في علاج الكبر؛ لأنه ينمو في بيئة الأثرة وحب الذات، وأما العلاج الإيماني فهو النافع فيه إذ يأمر الإيمان بالحرص على مصلحة الآخرين والتواضع لهم وخفض الجناح قال الله تعالى: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ} (الحجر: 88).
إن الموازين الإسلامية القائمة على التفاضل بالتقوى والعمل الصالح هي التي تمنع التكبر بالمال والنسب والعلم والجمال والقوة وغيرها؛ فيدخل علاج الكبر في منظومة متكاملة لتربية الشخص على التعامل بموازين الإسلام في الحياة.
ومن علاج الكبر مقاومة مظاهره السلوكية بالمواظبة على أخلاق التواضع، والاطلاع على سير المتواضعين والتأسي بهم، وصحبة أهل التواضع والفقراء ومجالسة المساكين، وتصنع التواضع، وكسر شوكة النفس كلما كبرت.
لا تمش في الأرض مرحا
الكبر تقدير زائف للذات، مصحوب باحتقار الناس والترفع عليهم، والأشياء التي يكون بها الكبر كثيرة، غير أنها ليست السبب في تكبر أصحابها، فهي من نعم الله، تكون في أيدي البعض سببا للكبر، وفي أيدي آخرين مدعاة للتواضع.
وتظهر سمات الكبر في سلوكيات مرضاه؛ إذ يحاول المتكبر أن يتعالى بكلامه وحركاته وسكناته؛ ليضع نفسه في مكانة أعلى من الآخرين.
وقد يحاول المتكبر أن يخفي تلك الصفة الذميمة إذا انكشف بعض حاله، ولكنه لا يستطع تماما؛ فإذا بصفاته تنكشف شيئا فشيئا في زلفات اللسان ومختلف المواقف.
وقسم العلماء الكبر إلى باطن وظاهر. فالباطن: خلق في النفس، والظاهر: أعمال تصدر عن الجوارح، والأصل هو الخلق الذي في النفس، وهو الرضا إلى رؤية النفس فوق المتكبر عليه؛ وبه ينفصل الكبر عن العجب؛ فإن العجب لا يستدعي غير المعجب.
ويؤدي الكبر إلى كثير من الانحرافات مثل: رفض الحق، وازدراء الآخرين، وسوء الظن بهم، والكذب في مدح النفس، وذكرها بما فيها وما ليس فيها، وسرعة الغضب والانتقام، وحب السيطرة، والافتخار، والرياء، والمن، ورد النصيحة، كما يخفي الكبر حيلا دفاعية؛ كإسقاط الأخطاء على الآخرين، وتبرير التصرفات وتصويبها على كل حال.
ذروة الكبر
ما من خلق ذميم إلا وصاحب الكبر مضطر إليه ليحفظ عزه، وما من خلق حميد إلا ويتنازل عنه ليحفظ كبره، فلا يترك له هذا الكبر خلقا من أخلاق أهل الجنة إلا جرده، ولا غرابة أن يخبرنا -صلى الله عليه وسلم- بأنه لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر.
إن شر أنواع الكبر ما يمنع استفادة العلم، وقبول الحق، والانقياد له. فقد تحصل المعرفة للمتكبر؛ ولكن لا تطاوعه نفسه على الانقياد للحق. قال الله تعالى: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً} (النمل: 14).
ومن أنواع الكبر الدعاوى والمفاخر وتزكية النفس والتباهي بالنسب؛ فيحتقر من له نسب شريف من ليس له ذلك النسب؛ وإن كان أرفع منه عملاً. قال ابن عباس رضي الله عنهما: "يقول الرجل للرجل: أنا أكرم منك وليس أحد أكرم من أحد إلا بالتقوى".
ومن السوء التكبر بالمال والولد: {أنا أكثر منك مالاً وولداً}، {أنّى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال}، والتكبر بالجمال والقوة وكثرة الأتباع ونحو ذلك: {ليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي} {وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي}. فكل ما يمكن أن يعتقد كمالاً -وإن لم يكن كمالاً في نفسه- أمكن أن يتكبر به؛ حتى إن الفاسق ليفتخر بكثرة شربه للخمر - مثلا- لظنه أن ذلك كمالاً.
رؤية الإسلام
قال الله تعالى: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ} (الأعراف: 146)، وقال سبحانه: {كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ} (غافر: 35)، وقال: {إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ} (النحل: 23).
وقال صلى الله عليه وسلم: "لا يدخل الجنة من كان في قلبه حبة خردل من كبر" (أخرجه مسلم). وقال أيضا: "يقول الله تعالى: "الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني فيهما ألقيته في جهنم ولا أبالي" (أخرجه مسلم عن أبي هريرة). وقال صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبركم بأهل الجنة كل ضعيف متضاعف لو أقسم على الله لأبره ألا أخبركم بأهل النار كل عتل جواظ مستكبر" (رواه البخاري).
وذكر سفيان بن عيينة: "من كانت معصيته في شهوة فارجوا له التوبة فإن آدم _عليه السلام_ عصى مشتهيا فغفر له، ومن كانت معصيته في كبر فاخشوا عليه اللعنة، فإن إبليس عصى مستكبرا فلعن".
ويستعذب العبد المؤمن طاعة الله، وترتاح لعبادته نفسه؛ إذا علم نفسه الخضوع والذل لله تعالى. قال عز وجل في كتابه: {إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إذا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ}، ووصف الصالحين من عباده، فقال: {فَإِنْ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لا يَسْأَمُونَ". وقال: {إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُون}.
الرسول القدوة
قال تعالى عن أهمية خلق التواضع في بناء شخصية المؤمن: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً} (الفرقان: 63) وأمر رسوله بأن يكون قدوة لهم، وراحما بهم: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ} (الحجر: 88).
وقد امتثل رسول الله لهذا الأمر القرآني، وجعل من التواضع رداءً لم يخلعه عنه حتى في ذروة تملك المسلمين لزمام الجزيرة العربية، فقد كان مثالا يحتذى به في التواضع. وقد وصفته أقرب الناس إليه السيدة عائشة رضي الله عنها بأنه كان يتخلق بالقرآن.
فها هو الحبيب يخبرنا عن نفسه: "لا آكل متكئا"، وكانت مشيته كأنما ينحدر من صبب، وكان يجلس حيث انتهى به المجلس، ويخاطب أتباعه: "لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا: عبدا لله ورسوله".
ولما أراد أحدهم أن يحدثه أخذته هيبة فارتعد، فقال له صلى الله عليه وسلم: "هون عليك إنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القديد بمكة".
وسار على نهجه الصحابة رضوان الله عليهم، عندما رأوا بأم عينهم أعظم الرجال يتواضع ولا يتعالى على عباد الله بما أتاه الله؛ فودع الصديق جيش أسامة رضي الله عنهما، ويسير أبو بكر على قدميه؛ بينما يركب أسامة فرسه. فيقول أسامة لتركب أو لأنزل. فيقول الصديق: "ما لي لا أغبر قدمي ساعة في سبيل الله".
لماذا يتكبر الإنسان؟
قد يكون الكبر ناتجاً عن شعور بالنقص أو شعور بالكمال، فهو في كلتا الحالتين ناتج عن إدراك خادع للذات، فإذا توافرت في يد الشخص الأدوات التي يعبر بها عن هذا الشعور الخادع ظهر الكبر في سلوكه.
والإنسان محب لنفسه بالأصالة ساع إلى تجميل ذاته وتزينها. وتكمن مشكلة المتكبر في أنه يرى نفسه شيء كبير للغاية، وقد يعلم عن نفسه النقص في جانب من الجوانب لكنه يعتز بذلك النقص إعزازا ينسيه مساوئه.
والمتكبر مصطلح مع نفسه في مواطن الفخار، ولكنه متصارع مع نفسه ومختل في توازنه، لذلك فأكثر المتكبرين سريعو الغضب لأنفسهم، لا يطيقون المكوث في مكان لا يعبرون عن أنفسهم فيه، كما أن كثيرا من المتكبرين على علاقة سيئة بالمحيطين بهم.
ولا شك أن التمييز بين الشعور الباطن والتصرفات الظاهرة سيوجهنا عند المعالجة حتى نعرف ماذا نعالج؟ فالذي يعالج هو ذلك الشعور الناشئ عن أفكار واعتقادات خاطئة، فإذا تعدلت الأفكار تغيرت طريقة التصرف تبعاً لها.
سبل العلاج
ويبدأ علاج الكبر أولا بالوعي بهذا الخلق، وضرورة تعديله، وقدم القرآن العلاج لهذا المرض الخبيث: {إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ} (غافر: 56). فإذا تغيرت نظرته للمرض، وأصبحت موازينه في الحكم عليه هي موازين الإسلام، اجتهد للتخلص منه بخطوات العلاج العملي والعملي.
فالعلاج العلمي هو الاستفادة من القرآن والسنة، وأن يعدل أفكاره عن نفسه، ليكون نظرة صحيحة عن الذات: "الضعيف الفقير الذليل الذي ما يلبث عمره أن ينتهي في أية لحظة وما يلبث أن يمرض بأصغر وأقل فيروس أو بكتيريا، وما يلبث أن ينقطع جهده بأقل مجهود أو عمل". يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إلى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} (فاطر:15).
ونصح الغزالي المريض بالكبر: "أن يعنف نفسه، ويعرف ربه تعالى، ويكفيه ذلك في إزالة الكبر؛ فإنه مهما عرف نفسه حق المعرفة، علم أنه أذل من كل ذليل، وأقل من كل قليل، وأنه لا يليق به إلا التواضع".
وفشلت جميع الأدوية البعيدة عن الإيمان في علاج الكبر؛ لأنه ينمو في بيئة الأثرة وحب الذات، وأما العلاج الإيماني فهو النافع فيه إذ يأمر الإيمان بالحرص على مصلحة الآخرين والتواضع لهم وخفض الجناح قال الله تعالى: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ} (الحجر: 88).
إن الموازين الإسلامية القائمة على التفاضل بالتقوى والعمل الصالح هي التي تمنع التكبر بالمال والنسب والعلم والجمال والقوة وغيرها؛ فيدخل علاج الكبر في منظومة متكاملة لتربية الشخص على التعامل بموازين الإسلام في الحياة.
ومن علاج الكبر مقاومة مظاهره السلوكية بالمواظبة على أخلاق التواضع، والاطلاع على سير المتواضعين والتأسي بهم، وصحبة أهل التواضع والفقراء ومجالسة المساكين، وتصنع التواضع، وكسر شوكة النفس كلما كبرت.
alaa- صحة المنتدى
- عدد الرسائل : 131
العمر : 54
المستوى : universitaire
تاريخ التسجيل : 24/02/2008
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى